تماشيا مع موضه الحريات أكتب الآتي :
معرض الكتاب على الأبواب ومـا أخـفي عليكم إني غير متشوق لهذا المعرض كون حصيلتي من سفرتي الأخير الى لبنان وسوريا كانت 30 كتاب . ومعرض الكويت مع رقابته المسبقة واسعاره المبالغ فيها لا يشوق ويمكن ماراح اروحله نهائيا لعدم حاجتي اليه ..
في المعرض الماضي ذهبت لأبحث عن كتب لعالم الإجتماع العراقي علي الوردي رحمه الله سمعت عنه الكثير وقرءت بعض من أفكاره وأعجبت بنظرته في بعض الأمور التي كنت ابحث عن الاستزاده منها .. فريت المعرض كله عندك كتب علي الوردي قال لأ زين انتوا طبعتوا كذا كتاب له او انت وكيل الدار الطابعة قال ايه بس كتبه ممنوعه !
في سفرتي الاخيرة قمت بشراء مجموعه من كتبه قرءت منها كتابين وهما " خوارق اللاشعور" وهو كتاب نفسي لن أتحدث عنه وآخر اسمه " وعاظ السلاطين" وهو كتاب رائع لم يخذلني ابدا تحدث فيه عن وعاظ السلاطين وعن السلاطين ونفسياتهم وحتى عن الصحابة ولاكن دون مساس بهم.بل كان يضع الموقف او الحدث ويعلق عليه من منظور علمه وفكره . وكونه عراقي ويكتب في عهد الصوت الواحد لم يتطرق الى حكام هذا العصر نهائيا ولاكن لك القياس و معرفة مدى الترابط والتشابه بين ذاك " القديم " وهذا "الحديث" .. وبعد اتمامي لقراءة هذا الكتاب وانا في قمة اللذة الفكرية والإستمتاع العقلي سألت نفسي لماذا تمنع مثل هذه الكتب ؟؟!!
لمثل هذه الكتب القيمة العلمية الصادقة المفكرة العلمية لعلي الوردي او لعلي الجابري أم لأركون ام لتركي الحمد أم روايات عبدالرحمن منيف تمنع وتحجب عقولنا عنها ؟؟ مثل هذه الكتب وغيرها هيّ من تستحق حملة دفاعا عنها بالاسم ان امكن , لا أن نشوه صورة الحقيقة وصورة الكتاب وندافع ونطالب ببيع كتب الزرابة التي تطعن في الذات الإلاهية ووتتهكم على الله سبحانه وتعالى ام تنتقص من الرسول عليه الصلاة والسلام أو تشكك في القرآن , مثل هذه الكتب ترفضها الفطرة ونحن في مجتمع مسلم محافظ ليس بمتخلف انا يعرف يوازن بين الثقافة والعلم وبين التدليس والتشكيك .
نعم راقبتنه فاشلة ومسبوقة ونعم هم من يهدد دور النشر قبل ارسال الكتب وهذا ما سمعته من اصحاب ومدراء دور النشر حينما ازورهم في لبنان, ولاكن لنحدد نوعية الكتب التي نعترض على عدم وجودها في معرضنا العتيق ..
أنا عن نفسي وصلتني رواية "قصة حب مجوسية" لمنيف هدية من احد الأصدقاء قام بشرائها من معرض الشارقة والجميع يعرف ان الشارقة من الامارات المحافظة مع هذا لم ترى رقابتهم إن الرواية بها بالمجموع ما يستحق المنع !
و وصلتني من السعودية رواية "شيكاغو" لعلاء الاسواني وتباع هناك تقريبا بالدس ولاكن بكميات تجارية كبيره في مكتبة اعتقد اسمها التراثية او شي من هالقبيل وقرأت الرواية واستغربت كامل الاستغراب من ان هذه الرواية هي من تسببت باغلاق مكتبة فيرجن لمدة أسبوع !!! وماهي الى رواية جميلة وانيقه لا يوجد سبب مقنع واحد لمنعها !! اللهم حديث عابر عبارة عن فصل يتحدث فيه الكاتب عن احدى بطلات الرواية لا تصل لمرحلة الاشباع الجنسي فتالجأ الى العادة السرية او لأجهزة مساعدة !! هل هذا سبب يدعوا للمنع ؟؟ أم انه أمر خافي على اهل الكويت ؟!
الا تقف دكتورة فوزية دريع كل اسبوع في منطقة الشويخ وفي استديو الراي وعلى الهواء مباشرة وتتحدث عن هذا الأمر بتفاصيله الأدق ؟ الا يمنع كتاب هذه الدكتورة "مليون سؤال بالجنس" ونفس الكتاب ينشر في صحيفة النهار بشكل يومي ؟!
كذلك الحال مع رواية احدى عشر دقيقة لباولو كويللو وهي احد اجمل رواياته تمنع لان بطلتها عاهرة برازيلية ! وهل المطلوب من قصة ادبية واقعية كونه كتبها بطلب من بطلة الرواية ان تتحدث عن الطبخ مثلا ؟
وايضا لماذا تمنع كتب المذاهب الأخرى ؟
أنا ضد هذه الرقابة وان كانت هذه الكتب طائفية وتسبب ما تسببه ولاكنها تعبر عن الحقيقة .حقيقة المذهب وحقيقة علمائه لماذا تمنع الكتب اذن ؟ انشروها وتحملوا عواقبها او عالجوها فإما ان ينكرها اهل المذهب ولا يعيدوا طباعتها و إما ان تكون محجتهم واضحة وعقيدتهم بينه ويقولون هذا هو مذهبنا وهذا هو ديننا .
لماذا تمنع الكتب السياسية التي تتحدث عن تاريخ منطقة الخليج وانا "شكو" تمنعلي كتاب انتقد فيه عبدالعزيز بن سعود ؟ لماذا يمنع كتاب تحدث عن الانقلابات العائلية واسهب في الحديث عن انقلابات حكام قطر العائلية من الجد الأول ؟ لماذا يمنع كتاب تحدث عن الغزو العراقي للكويت لانه عرض وجهات نظر مختلفة ؟ كتاب اخر منعوه للكاتب الفرنسي المشهور اريك لوران تحدث فيه عن دور للإستخبارات السعودية او علم مسبق باحداث 11 سبتمبر و ان المجموعة المكونة من اميرين وجنرال باكستاني واخر افغاني وهم من اجتمعوا قبل الحادثة ماتوا بحوادث غريبة ويفصلهم اسبوع واحد فقط بعد "إتمام" العملية !
هناك الكثير الكثير من المواضيع والكتب التي تمنع ويجب الدفاع عنها واعادتها الى رفوف المكتبات دون ان نتجاوز على عقيدتنا وفرض رأي مجوعة لا تتعدى 44 شخص على الأكثر اجتمعوا هنا او هناك وننسى البقية او الأكثرية ؟ !!
كتب الزرابة والعقول المريضة التي تتحدث عن جنس الله سبحانه وتعالى وعن وجوديته وعن امور اخرى تغشعر لها ابدان العقلاء وكتب اخرى تطعن في الرسول واخرى تشكك في القرآن كتب لا تستحق ان ندافع عنها وقراءها فئة قليلة جدا جدا يستطيعون ان يجدوها باحدى سفراتهم ..
اما الكتب الجيدة وان خالفتها أنا او خالفها ذاك فهنا تقاس الحرية باحترام هذا الراي وهذا الراي مع الاتفاق على مبادئ ولا يوجد شي مطلق حتى في اوربا وامريكا اصحاب المراكز الاولى في الحرية والنشر والقراءة وهي الاهم .
الكتب التي تحمل فكر ومبدىء ودراية وحرية ومسؤولية أولى بالدفاع عنها ..
كتبت كل هذا تماشيا مه الموضه الي تقول " تكلم بالحريات والعلمانية" تصير مفكر وفيلسوف والناس تنعجب فيك لانك ما قدرت توقف جدام الحكم قدرت توقف جدام الدين .. يا بختنا فيكم.